سورة الزمر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


قوله عز وجل: {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً} فيه أربعة أوجه:
أحدها: أفواجاً، قاله الحسن.
الثاني: أمماً، قاله الكلبي.
الثالث: جماعات، قاله السدي. قال الأخفش جماعات متفرقة، بعضها إثر بعض واحدها زمرة. قال خفاف بن ندبة:
كأن إخراجها في الصبح غادية *** من كل شائبةٍ في أنها زُمَر
الرابع: دفعاً وزجراً بصوت كصوت المزمار، ومن قولهم مزامير داود.


قوله عز وجل: {سلام عليكم طبتم} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: طبتم بطاعة الله قاله مجاهد.
الثاني: طبتم بالعمل الصالح، قاله النقاش.
الثالث: ما حكاه مقاتل أن على باب الجنة شجرة ينبع من ساقها عينان يشرب المؤمنون من إحداهما فتطهر أجوافهم فذلك قوله {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} [الإنسان: 21] ثم يغتسلون من الأخرى فتطيب أبشارهم، فعندها يقول لهم خزنتها:
{سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} فإذا دخلوها قالوا {الحمد لله الذي صدقنا وعده}.
وفي معنى طبتم ثلاثة أوجه:
أحدها: نعمتم، قاله الضحاك.
الثاني: كرمتم، قاله ثعلب.
الثالث: زكوتم، قاله الفراء وابن عيسى.
{وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده} وعده في الدنيا بما نزل به القرآن، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه وعده بالجنة في الآخرة ثواباً على الإيمان.
الثاني: أنه وعده في الدنيا بظهور دينه على الأديان، وفي الآخرة بالجزاء على الإيمان. {وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاءُ} وفي هذه الأرض قولان:
أحدهما: أرض الجنة، قاله أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وأكثر المفسرين.
الثاني: أرض الدنيا. فإن قيل إنها أرض الجنة ففي تسميتها ميراثاً وجهان:
أحدهما: لأنها صارت إليهم في آخر الأمر كالميراث.
الثاني: لأنهم ورثوها من أهل النار، وتكون هذه الأرض من جملة الجزاء والثواب، والجنة في أرضها كالبلاد في أرض الدنيا لوقوع التشابه بينهما قضاء بالشاهد على الغائب.
{نتبوأ من الجنة حيث نشآء} يعني منازلهم التي جوزوا بها، لأنهم مصروفون عن إرادة غيرها.
وفي تأويل قوله {حيث نشاء} وجهان:
أحدهما: حيث نشاء من منزلة وعلو.
الثاني: حيث نشاء من منازل ومنازه، فإن قيل إنها أرض الدنيا فهي من النعم دون الجزاء.
ويحتمل تأويله وجهين:
أحدهما: أورثنا الأرض بجهادنا نتبوأ من الجنة حيث نشاء بثوابنا.
الثاني: وأورثنا الأرض بطاعة أهلها لنا نتبوأ من الجنة حيث نشاء بطاعتنا له لأنهم أطاعوا فأطيعوا.
{فنعم أجر العاملين} يحتمل وجهين:
أحدهما: فنعم أجر العاملين في الدنيا الجنة في الآخرة.
الثاني: فنعم أجر من أطاع أن يطاع.


قوله عز وجل: {وترى الملائكة حافين من حول العرش} قال قتادة: محدقين.
{يسبحون بحمد ربهم} وتسبيحهم تلذذ لا تعبد. وفي قوله.
{بحمد ربهم} وجهان:
أحدهما: بمعرفة ربهم، قاله الحسن.
الثاني: يذكرون بأمر ربهم، قاله مقاتل.
{وقضي بينهم بالحق} أي بالعدل وفيه قولان:
أحدهما: وقضي بينهم بعضهم لبعض.
الثاني: بين الرسل والأمم، قاله الكلبي.
{وقيل الحمد لله رب العالمين} وفي قائله قولان:
أحدهما: أنه من قول الملائكة، فعلى هذا يكون حمدهم لله على عدله في قضائه.
الثاني: أنه من قول المؤمنين.
فعلى هذا يحتمل حمدهم وجهين:
أحدهما: على أن نجاهم مما صار إليه أهل النار.
الثاني: على ما صاروا إليه من نعيم الجنة، فختم قضاؤه في الآخرة بالحمد كما افتتح خلق السموات والأرض بالحمد في قوله {الحمد لله الذي خلق السموات وَالأَرضَ} [الأنعام: 1] فتلزم الاقتداء به والأخذ بهديه في ابتداء كل أمر بحمده وخاتمه بحمده وبالله التوفيق.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8